RIWAA
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


....
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة درب الطحان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abw0082006
عضو نشط



المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 22/07/2008
العمر : 36

قصة درب الطحان Empty
مُساهمةموضوع: قصة درب الطحان   قصة درب الطحان I_icon_minitimeالأحد فبراير 08, 2009 1:25 pm

الريح تعوي مع الذئاب الضالة ..والمطر يهطل بقوة فوق صفائح التنك في مخيمات نقهورين.. والنجوم كلها اختفت وراء السحب الداكنة.
وفي النهاية درب لا تمر منه سوى قوافل الحميرالتي تحمل الحبوب ..كانت تتربع على تلة منبسطة طاحونة ابو محمود الذي جاوز عقده السادس بسنوات قليلة ..كان الطحان ابو محمود غارقا في افكاره .. لا يعكر صفوها شيئ..فقد كان عواء الريح و تساقط المطر اجمل لحن يستمع اليهطيلة السنة بالاضافة الى صوت ماكينة الطحين..ان هاذا العام سيكون عا خير كبير .. ولن تتوقف ماكينة الطحين عن مدارها طيلة العام.
و عادت به الافكار الى ما قبل قرابة نصف قرن حين كان فتى يافعا و حيث فكر و لمرة واحدة طيلة حياته في الزواج من الفتاة الوحيدة التي احبها ..و لكنها رغبت عنه لعرج في ساقه الذي لم يثنه عن الاتحاق بثورة 1932 في جبال المحيطة بالقدس السريف .. واخذ يتخيل كيف لو انها قبلت به زوجا على سنة الله و رسوله .. و تصور الطاحونة مليئة بالاولاد و الابناء والاحفاد..وابتسم.. و عاد ثانية الى افكاره و عويل الرياح و صوت المطر .. عندما يصحو الطقس غدا سيذهب الى المدينة لتفصيل حذاء له ..فهو لا يستطيع شراء احدية جاهزة لقصر احدى ساقيه ..حذاء؟ لا.. لماذا ؟ ليس له حاجة به .. فهو لا يتجول كثيرا..ربما يشتري موسا للحلاقة..ماله وللحلاقة .. ان لحيته بدأت تشيب بغزار في الآونة الاخيرة.. و سيتركها تطول ..وان نزعها فهو لا يستطيع ان يصغر..
و انار البرق فكرة لذيذة..و بلع ريقه..انه سيشتري حلوى.نعم..سيخزن صفيحة مليئة بالحلقوم يتذوق منها متى شاء..وكيفما شاء..هذه الحلوى اللتي طالما احبها طيلة حياته..وأخذ نفسا عميقا ملا رئتيه برائحة الطحين التي تنتشر في جميع ارجاء الطاحونة و تفوح من فراشه و حتى من ثيابه.
قريبا س تاتي قوافل الحمير متعبة و بخطوات مبعثرة من صعود درب الطحان و لكنها هابطة الدرب الجدلي ..مشرئبة الآذان..وبخطوات منظمة.. البرق يضيئ الطاحونة ..وتبدو لك الماكينة و كانها مستعدة للعمل..الرعد يجلجل في الفضاء البعيد..وفي اثناء ذلك سمع صيحات لم تكن بعيدة عن الطاحونة. و اصوات تقرع الباب..من يا ترى؟ هل هو غصن هزه الريح على مقربة الباب..ام صوت صدى الرعد..ام هو حيوان جريح..أصوات كثيرة و تعليقات اكثر تواردت على ذهنه ..و عادت الاصوات ثانية..انه شبيه بصوت..نعم..انه صوتها لم ينسه وأن يكن مر عليه قرابة نصف قرن .
وتدثر بلحافه ضمه الى راسه و كتفيه وتحامل على نفسه وتسلح بعكازه الحديدي واخد شعلة حطب من مدفءة تنير له الطريق ..و هرع الى الباب و فتحه..الريح الباردة المحملة برذاذ المطر صفعت وجهه..ونظر حوله فلم ير شيئا..سوى المطر وهو يرقص في برك الماء المجتمعة في فناء الطاحونة..وضحك في سره..منظر المطر الساقط فوق البرك الصخيرة يطلق عليه الاطفال -رقص العجائز-..وانطفأت الشعلة في يده..والفى بها جانبا..البرق يضيء اشجار اللوز والتين المبعثرة عول الطاحونة..يتبعه هدير الرعد الذي بدأ يقترب منه.وعاد و سمع الصيحة ذاتها..وسارالى حيث المكان الذي سمع الصوت منه ولم ير شيئا غير انوار الفوانيسالموجودة في المخيم..واخد يفكر ..هل هو صوتها؟؟لا..لايمكن ماذا جرى لها في هذه الساعة من الليل و بعدقرابة نصف قرن؟ ربما انها اصوات حيوانات مذعورة..و اخذ يقترب من مكان الصوت اكثر فاكثر..و لما برق انار كل ما حوله بلون فضي ..انه على مقربة منه جدا..وشعر بدفء شديد صحبته حرارة امتدت من عكازه..وضوء ينساب منه و يغمر جسده ويضفي بغلالة ناعمة على عينيه اللتين ارتسمت عليها صورة فتاة احبها حبا عنيفا منذ زمن بعيد......

مع الف شكر..........right][img][/img]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة درب الطحان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
RIWAA :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: