iIi_AdMIN_iIi عضو نشط
المساهمات : 158 تاريخ التسجيل : 23/07/2008 العمر : 36 الموقع : www.google.com
| موضوع: ( تابع ما قبله ــ 5 ــ ) السبت يوليو 26, 2008 10:29 pm | |
| في الثاني عشر من شهر ربيع الأول ، ( على أرجح الروايات ) اراد الله أن يتم على عباده نعمته الكبرى ، فأكرم هذه االد نيا بمولد سيدنا محمد نبي الهدى والرحمة والملحمة والتوبة ، أكبر أبناء آدم بركة على الأ نسانية، وأبقاهم في صحائف التاريخ أثرا .
وإن المسلمين في مشارق الأ رض ومغاربها ليستقبلون هذااليوم ، فيسمو تفكيرهم عن مشاكل الحياة ، وترتفع خواطرهم عن هموم العيش ، إذ يفكرون فيما هو أسمى وأعظم وأعز وأكرم ، ويستمدون العبرة من ذلك الفضل االأ لهي الذي هبط على يتيم أمي ، نشأ فقيرا لكن الله آتاه النبوة والحكمة ، وفضله على خلقه تفضيلا ،
فكم كان في قريش من كثرت أموالهم وشرفت أنسابهم ، لهم في قومهم مكانة مرفوعة ، وكلمة مسموعة ، ثم تتعداهم النبوة فتأتي إلى محمد بن عبد الله الذي مات أبوه قبل أن يولد ، وماتت أمه وهو لم يتجاوز السادسة من عمرة ، وتركاه كما صوره الله سبحانه في كتابه الكريم : { ألم يجدك يتيما فآوى ، ووجدك ضالا فهدى ، ووجدك عائلا فأغنى }. لقد كان في هذا آية بينة ، على أن شرف الأ خلاق وكرم الصفات أعظم عند الله تقد يرا وأرفع مكا نا. ولاعجب في ذلك فالفيض الألهى غزير واستعداد القدرة الربانية تام ، وما أوتينا من العلم إلا قليلا. { الله أعلم حيث يجعل رسالته }.
نعم : أراد الله أن تتفجر النبوة حيث اليتم والفقر ، ليتعلم بنو آدم أن مايتكاثرون به من أموال ، ويتفاخرون به من أنساب تافه زهيد ، وأن الفضل كل الفضل فيما يهبه الله لعبد من عباده من قلب كبير، وفكر عظيم ،
فما أكثر الأ غنياء والكبراء وأصحاب الجاه والسلطان ، الذين عاشوا لأنفسهم يأكلون ويتمتعون ، وفي نعيمهم يتقلبون ، ثم ماتوا فما تركوا في الناس أثرا باقيا ولا ذكرا خالدا ، طوتهم العصور طيا ، واصبحوا نسيا منسيا،
لكن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم سيد الخلق أجمعين لايزال اسمه على كل لسان ، وذكره حيا في كل جنان ، فقد شرع للناس دينا يهدي الى الحق والى طريق مستقيم ، وانتشر دينه في مشارق الأرض ومغاربها ، حاملا الى جميع أطرافها مبادئه السامية السمحة ، ومثله العليا ، تذعن لها العقول ، وتتفتح لها القلوب،
وفى هذه الأ يام الخالدة كم لسان ينطق بتمجيد هذه الذكرى العطرة ، وكم احتفاء يقام ، وكم آية تسطرها الأقلام ، فيها الد ليل المبين ، على أن العظمة وإن تعددت جهاتها ، وكثرت سماتها ، فإن أسماها وارفعها وأسناها وأشرفها تلك العظمة التي تعتمد على ماتقدم لبنى الأنسان مما يهذب النفوس ، ويسمو بالأ خلاق ، ويجعل الحياة أملا بالسعادة الروحية وأحفل بالثروة الخلقية ،
ولقد قرر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مبادئ الخير ، وبين طرقها ، وهيأ مناهحها وسبلها ، فوجه بها الحياة إلى أعظم أهدافها ، وأشرف أغراضها ، فأمر ونهى ، وشرع وأوصى ، ليربي ويؤدب ، ويصقل ويهذب ، وأقام علاقة الأنسان بأ خيه الأنسان على الحب والأخوة ، وارسى قواعدها بقوله : ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه ).
ومن هذه المحبة وبهذه الأخوة يغلق أوسع أبواب الشرور وتنتهي أسباب الحسد والبغضاء والشحناء ، فالناس إنما يتحاسدون ويتباغضون ويتشاجرون على حطام الدنيا الزائل ، ويتهافتون على متاعها الباطل ، فإذا أنصف االأنسان من نفسه ولم يكن للأثرة في قلبه مكان ، ولا للشح عليه سلطان ، ساد الوفاق والوئام ، وعاش الناس في ظلا ل المحبة والسلام.
#*#*#*#*#*)#*#*#*#*#*#*#*#*#*#*#*#*#*#*#*#*# يتبع....... | |
|