في مقابلة مطولة مع تحدث نجم كرة القدم العالمي رونالدينيو عن توقعاته الخاصة لمونديال 2006 وعن حبه الأكبر فريق برشلونه وعن مشجعيه، كما تطرق ساحر الكرة إلى حياته الخاصة بعيداً عن الملاعب. حوار في ثلاث حلقات.
استطاع نجم كرة القدم البرازيلي رونالدينيو أن يستحوذ على إعجاب مشجعيه ومنافسيه على حد سواء، وذلك من خلال أدائه الرائع كمهاجم وصانع ألعاب، الأمر الذي جعل الأسطورة بيليه يطلق عليه عن جدارة لقب "فنان كرة القدم". وفي الموسم السابق تمكن رونالدينيو عبر أدائه الفريد وحسه الكروي المدهش من أن يقود فريقه اف سي برشلونه إلى الفوز بلقب بطل الدوري الاسباني لكرة القدم.
أما في موسم 2005/2006 فنجد رونالدينيو على مشارف الفوز بهذا اللقب مرة أخرى، بالاضافه إلى تأهل فريقه إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا بجانب فريق ايه سي ميلانو. "إنه لاعب يستحق الاعجاب حقاً، فمن الممتع أن يتابع المرء أدائه على أرض الملعب"، هذا ما يقوله فرانك ريكارد، مدرب نادي برشلونه عن لاعبه المتخصص في تسديد الضربات الحره. لكن دائرة نشاط رونالدينيو تتجاوز المستطيل الأخضر، إذ يشارك في عدد من المشاريع الاجتماعية من خلال منصبه كسفير شرفي للأمم المتحدة لمكافحة الفقر والجوع في دول العالم الثالث. ولعل نشأته في إحدى الأحياء الفقيرة في موطنه البرازيل هي سبب ذلك. ولد رونالدينيو في 21 آذار/ مارس 1980 وتررع بأحد الأحياء الفقيرة في مدينة بورتو الغيري البرازيلية وتوفى والده وهو في سن الثامنه من عمره. ومن سن السابعة حتى الحادي والعشرين لعب رونالدينيو ضمن فريق غريميو بورتو الغيري. وفي عام 2001 انتقل رونالدينيو إلى أوروبا ليعلب ضمن فريق باريس سان جيرمان الفرنسي. وبعد مساهمته في فوز البرازيل بلقب بطل العالم لكرة القدم في مونديال 2002 انضم رونالدينيو إلى فريق اف سي برشلونه بمبلغ 25 مليون يورو حيث قام بتجديد عقده هناك بمبلغ 60 مليون يورو حتى عام 2010، ليصبح بذلك أغلى لاعب كرة قدم في العالم. وفي عامي 2004 و 2005 توج الاتحاد الدولي لكرة القدم رونالدينيو بلقب أفضل لاعب في العالم . وفي عام 2005 حظي أيضاً على لقب أفضل لاعب كرة قدم في اوروبا، ليستحوذ الساحر رونالدينيو في كل بطولة وكل مبارة يشارك بها على إعجاب الجماهير. تحدث النجم البرازيلي رونالدينيو عن توقعاته بشأن مونديال 2006 وتفاؤله بحصول فريقه على اللقب للمرة السادسة، محذرا في الوقت نفسه من الوقوع في فخ الغرور. وفيما يلي نص المقابلة: دويتشه فيله: هل تشعر بالخوف من خط الدفاع الألماني؟ رونالدينيو: (مبتسما) كلا البتة، انا في غاية الحماس واعمل بجد لاكمال استعداداتي. حمى كأس العالم أصابت الكثيرين في ألمانيا والبرازيل، هل أصابتك عدوى هذه الحمى أيضاً؟ أعتقد أن الحمى أصابت العالم بأسره. الجميع، وأنا منهم، متلهفون لمتابعة المباريات. ووفرة المواد التي يشاهدها المرء أو يسمعها عن كأس العالم جعلت من المستحيل التوقف عن التفكير في هذه المسابقة الكبيرة ما هي توقعاتك بشكل عام لمونديال 2006؟ مسابقة كأس العالم هي أكبر مسابقة لكرة القدم في العالم، ومن خلال مشاركتي السابقة ادرك ابعاد التواجد في هذه المسابقة. فيما يخص التنظيم فاعتقد أنه سيخرج بصورة جيدة جدا. فلقد أثبت الألمان قدرتهم على التنظيم خلال بطولة القارات الماضية التي كانت بمثابة بروفة مبكرة لكأس العالم. المدرب الوطني البرازيلي كارلوس البرتو باريرا يعتقد أن المونديال سيشهد "حربا تشنها كافة الفرق على منتخب البرازيل”، حيث يُعد فريق البرازيل أقوى المرشحين للحصول على اللقب. أي الفرق ترى أنها ستكون خصما صعبا أمام البرازيل؟ اعتقد أن كل المباريات ستكون صعبة ومعقدة، من البداية حتى النهاية. حتى أن تخطي المرحلة الأولى لن يكون بالأمر الهين، وذلك بسبب الحماس والتحفز الذي تظهره الفرق عادة عندما تلعب أمام فريق البرازيل المرشح للحصول على اللقب. لذلك أعتقد أنه يجب الاهتمام والاستعداد لكافة الفرق المنافسة. من هو المنتخب الأصعب في مجموعة البرازيل، كرواتيا ام استراليا ام اليابان؟ المنتخبات الثلاثة جديرة بالاحترام ويجب التعامل معها بمنتهى الجدية لأن مباريات الدور الأول ستكون مباريات صعبة. جميع الفرق تستعد بشكل ممتاز لخوض نهائيات كأس العالم، لذلك سيكون اللعب أمامها في غاية التعقيد. الفريق الألماني هل ستُتاح للفريق الألماني فرصة الثأر من فوز الفريق البرازيلي عليه في المباراة النهائية لمونديال 2002؟ (ضاحكا) من الممكن. لا أحد يعلم كيف ستسير الأمور. غير أن ما يشغلني ليس اسم الفريق الخصم، وإنما وصول البرازيل إلى المباراة النهائية وفوزها بالكأس. هذا هو الهدف الذي نسعي إليه. فريقي هو الذي يوجه تحركاتي وليس الفريق الخصم. كيف تتابع استعدادات الفريق الألماني الشاب، والتي لا تخلو من بعض المنغصات؟ كشخص يهوى كرة القدم أتابع هذه الاستعدادات ولكن من بعيد. فاهتمامي ينحصر صراحة الآن في بلدي ومنتخبي. وابذل كل جهدي لاكمال استعدادات فريقنا بالشكل اللائق، حتى ننجح في تقديم كرة قدم جيدة في كأس العالم، دون أن نضطر للشعور بالقلق أمام أي فريق. اعتقد أننا يجب أن نلعب بطريقتنا الخاصة حتى نتمكن من الفوز. كيف يمكن المقارنة بين الفريق البرازيلي الحالي وفريق عام 2002؟ ماذا تغير في الفريق بخلاف المدرب وبعض اللاعبين؟ الطموح مختلف. اللاعبون الذين صنعوا الفوز بكأس العالم 2002 يعرفون جيدا ماذا يعني الفوز بالكأس لذلك سيلعبون في هذا المونديال بمنتهى الحماس. أما اللاعبون الذين لم يسبق لهم شرف المشاركة في مسابقات كأس العالم فهم متلهفون للعب حتى يختبروا شعور الفوز الذي سمعوا عنه. إذا فالجميع متحمسون وقادمون بمعنويات مرتفعة. اعتقد أن الفارق بين المنتخب الحالي ومنتخب 2002، هو أن المنتخب الحالي مزيج جيد من اللاعبين المخضرمين واللاعبين الشباب. هل الفريق البرازيلي الحالي أقوى من فريق 2002؟ انهما فريقان مختلفان. لا أستطيع الحكم أيهما أقوى من الآخر، فكل منهما له أسلوبه الخاص في اللعب. ولكن يمكني القول بأن كلاهما فريق قوي. كيف تقيم الانتقادات التي وجهت إلى اللاعب رونالدو في الفترة الأخيرة؟ رونالدو يؤدي واجبه كاملا في كل مباريات الدوري، واعتقد أن لاعبا في مستوى رونالدو ومنزلته يستحق احتراما اكبر، أو على الأقل يستحق أن ينعم ببعض الهدوء. فيما يتعلق بالفريق البرازيلي فنحن ننظر للأمور من زاوية ايجابية، فرونالدو سيضاعف جهوده واستعداداته لمباريات كأس العالم. وانا اعتقد أنه سيكون واحدا من الاسماء الكبيرة التي ستلمع في المونديال القادم. مدرب المنتخب البرازيلي باريرا صرح بأنه يُعد لك برنامجا خاصا لتجديد الطاقة بسبب اجهادك في المشاركة في بطولتين كبيرتين: الدوري الأسباني وكأس الأندية الأوروبية. أما الاعبون الآخرون فسيخوضون برامج تدريبية مكثفة. كيف تقيم هذه الخطة؟ هل تعتقد أنك بحاجة لتجديد طاقتك؟ اعتقد أنها خطة لا يمكن الاستغناء عنها. باريرا ذكر أيضاً لاعبين آخرين سيتعين عليهم المشاركة في بطولات أنديتهم قبيل بدء مباريات كأس العالم. اعتقد أن كل لاعب سيحصل على برنامج خاص يناسب ظروفه، لكي يستطيع اخراج أفضل ما عنده في كأس العالم. بعض اللاعبين بحاجة إلى مزيد من التدريب، البعض الآخر بحاجة إلى المزيد من الراحة. لذلك أعتقد أن هذه العناية الخاصة بكل لاعب على حدة هي أمر لا يمكن الإستغناء عنه بين برازيلين في منتخبات أخرى غير البرازيل، منهم ديكو في منتخب البرتغال، كيفن كوراني في منتخب ألمانيا، دوس سانتوس وكلايتون في منتخب تونس. إضافة إلى أربعة مدربين برازيليين يعملون في منتخبات كوستا ريكا واليابان والسعودية والبرتغال. ما رأيك في هذه الظاهرة، خاصة وأن بعضهم سيلعب ضد الفريق البرازيلي؟ هذا شأنهم الخاص. الأمر هنا يتعلق بالحصول على فرصة للمشاركة في نهائيات كأس العالم، وفي بعض الأحيان يرى اللاعب أن يشارك في منتخب دولة أخرى لصعوبة الحصول على فرصة لتمثيل بلده. انا لا أستطيع تخيل نفسي ألعب مرتديا قميصا آخر غير القميص البرازيلي، ومع ذلك فأني احترم اختيارات الآخرين. ثار جدل واسع في كل من ألمانيا والبرازيل بعد الكشف عن فضائح تتعلق بتلاعب حكام كرة القدم بنتائج المباريات. اتحاد الفيفا من ناحيته دشن لجنةً تابعة له وظيفتها منع التلاعب بنتائج المباريات في كأس العالم. ما رأيك في اللاعبين والحكام الذين يبيعون ضميرهم لمافيا الرهانات؟ يصعب علي التعليق على هذه الحالات. فقبل أن تصل إلي أنباء الفضائح في ألمانيا والبرازيل لم أكن أتخيل أن مثل هذه الأشياء تحدث. إن هذا الأمر بعيد كل البعد عن عالم كرة القدم الذي أحبه. ولشخص يحب كرة القدم ويكرس لها حياته تكون هذه الفضائح عار على مرتكبيها أنت تلعب في المنتخب البرازيلي منذ عام 1999، ما هي أجمل اللحظات التي مرت بك مع المنتخب؟ كل اللحظات. لم يكن الطريق مفروشا دائما بالانتصارات، لكن الأوقات مع المنتخب لا يمكن أن تُنسى. كأس أمريكا 1999، الألعاب الأولومبية في سيدني عام 2000، التصفيات الأولومبية. ليس فقط مع الفريق الأول، فأنا أمثل بلادي منذ سن الخامسة عشرة. مونديال 2002 كان مونديال رونالدو، هل سيصبح مونديال 2006 مونديال رونالدينيو؟ أعتقد أنه سيكون مونديال البرازيل. لا أفكر في تفوقي الشخصي، لكني أريد بذل أفضل ما عندي حتى تحصل البرازيل على كأس العالم