المستشار : ياسر بن عبد الكريم بكار
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تعرضت أختي للطلاق من قبل زوجها وهى آخر بنات العائلة المدللة من قبل الوالد رحمة الله، وعندها ثلاثة أولاد ولكن أنا لا أستطيع أن أتقبل الأمر بسبب الدلال الذي كانت تعيش فيه في بيت العائلة، فأنا قلقة جدا عليها وكما أقول النصيب.
ساعدوني لأتخطى المحنة، فأنا من النوع الحنون جدا وأخاف على شعورها.
الاجابة :
الأخت الكريمة..
و عليكم السلام ورحمة الله..
مرحبا بك في موقع (لها أون لاين) وأهلا وسهلا..
أقف بكل احترام للمشاعر الجميلة التي تسود بين الأخوات.. هذا ما يعطي للحياة طعم وبدونها فنحن نعيش في غابة لا أكثر. لكن دعينا نناقش الأمر بشكل أكثر تحديداً..
أولاً: قدر الله أمر الطلاق.. وقد يكون فيه خير كبير.. والفتاة في مثل هذه المرحلة بحاجة إلى الكثير من الدعم والمساندة والشعور بالأمان. عندما لا تستطيعي أنت التوائم مع أمر طلاق أختك فهذا يعني أنها لن تجد منك المساندة القوية والركن الشديد الذي تأوي إليه وهذا حرمان كبير لها.
ثانياً: لقد أساءت سمعة الطلاق في مجتمعنا بالمطلقات بدون وجه حق.. فنحن نعلم حق العلم أن الطلاق أحياناً رحمة وخير كبير.. لقد رأيت بنفسي من المطلقات ممن تغيرت حياتهن بشكل إيجابي ومذهل بعد الطلاق.. كان الطلاق بالنسبة لهن نعمة كبيرة.. كما رأيت من المطلقات ممن امتلكن من المرونة والقوة النفسية بحيث لم يتأثروا به تأثراً كبيراً بل تمالكن أنفسهن ونهضن وواصلن حياتهن بكل سعادة وعطاء.. أريدك أن تذكري مثل هذه القصص لأختك وتشدي على أزرها حتى تخرج من محنتها قوية صلبة.. هذا لن يتم دون مساندة من أقرب الناس إليها.. وأنت بلا شك واحدة منهن.
ثالثاً: أختك أم لثلاثة أطفال وهذا يعني أن هناك واجب إضافي وهو دعم هؤلاء الأبرياء ومساندتهم.. إن قوتك وصلابتك أنت في مواجهة أمر الطلاق وبالتالي مساندتك لهم سيعطيهم الأمل بحياة مستقرة وهادئة. وما أهم هذا العمل وأجله..!!
ختاماً: عندما تتحول العواطف الجميلة إلى عائق يعطل حياتنا ووظيفتنا وواجبنا المنتظر عندها يجب أن نتعامل معها بشكل مختلف.. لابد من كبت جماحها وتهذيبها.. وفقك الله للقيام بهذه المهمة الجليلة ومرحبا بك في كل حين.