المستشار : ياسر بن عبد الكريم بكار
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا طالبة عمري 13 سنة مشكلتي أني أحس الناس كلها لا تحبني وأنا لم أجد صديقات فكل ما أصاحب فتاة مدة بسيطة تحدث مشكلة فنتفرق علما بأني لا أحب الشجار وأتعامل مع الكل بلطف، حتى خالاتي وعماتي أحس أنهم لا يحبوني.
لا أدري هل هو تعاملي؟ مع أني أرى أني لست مخطئة في تصرفاتي، ومن كثر تفكيري في هذا الموضوع أصبحت أعيش أحلام اليقظة وأتخيل أن كل الناس تحبني وصار لي صديقات يحبوني.
وأنا قرأت في أكثر من منتدى إن أحلام اليقظة خطيرة فحاولت أن أتركها لكني لم أستطع أحس أني عندما أتخيل أصبح سعيدة جدا وما علي من الناس.
فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرا..
الاجابة :
الأخت الكريمة..
السلام عليكم ورحمة الله
مرحبا بك في موقع (لها أون لاين) وأهلا وسهلا..
افهم تماماً يا سمر ما تقصدينه.. أفهم مشاعرك لأنها من الأمور الشائعة ولأنها حدثت معي أنا عندما كنت في سنك.. تابعي معي الأمور التالية:
أولاً: يجب أن نفرق جيداً بين حبنا لأنفسنا وحب الناس لنا.. نفسي أحبها قبل كل شيء رضي من رضي وغضب من غضب.. أحبها وأحفظها عن الوقوع في الخطأ وأسعى إلى تطويرها لا إلى انتقادها وامتهانها والانتقاص منها.. إذا أحبني الناس فالحمد لله.. وإذا لم يحني الناس فهذا لن يؤثر على حبي لنفسي.. بل أحبها وأعتز بها.
ثانياً: يجب ألا نفهم الصداقة إما صداقة حميمة عميقة نكشف فيها للصديق كل شيء وإما لا صداقة على الإطلاق.. هناك صداقات مؤقتة.. هناك صداقات جزئية نستمتع مع بعضنا في المدرسة فقط وهكذا.
ثالثاً: ما الذي يجعل بعض الناس محبوبين أكثر من آخرين؟ هناك عدة أمور.. ومنها القدرة على التعاطف في الوقت المناسب. ماذا يعني هذا؟ أن أقف إلى جانب صديقي في الوقت الذي يحتاج إلى من يقف إلى جانبه وأبدي له الاهتمام به والسؤال عنه.. فمثلا تعرضت (فاطمة) لمضايقة من بنات الفصل أو نسيت الواجب فوبختها المدرسة.. هنا تكون اللحظة الحرجة والمناسبة للتعاطف وكسب الآخرين.. فمن الرائع أن تقتربي منها وتقولي: (أوه لابد أنك متضايقة.. ولا يهمك.. لا تزعلي.. ما في شيء يستاهل..) (هؤلاء بنات سيئات وأنت أفضل منهن.. لا تلتفتي لهن) وغير ذلك من عبارات الدعم والمساندة.. ومثل ذلك لو مرضت والدة طالبة أو أقترب موعد سفر طالبة أخرى .. وهكذا.. تذكري أننا عندما نقف مع الآخرين في الأوقات الحرجة فنحن نغرس فيهم ذكرى طيبة طوال العمر.
هذه التقنيات قد تفشل ولكن مع الوقت ستصبح جزءاً من شخصيتك, ومن مهاراتك, وستجدين بعد سنوات أنك أفضل من الناحية الاجتماعية.
رابعاً: ضبط النفس أمر مهم في حفظ الصداقات فلو سمعت أن طالبة تتحدث عنك بأمر سيئ فالأمر هنا قد يسير على شكلين..
الأول: أن تذهبي إليها أمام الجميع وتصرخي في وجهها وتخبريها أنك عرفت كل شيء وأنها فعلت أمرا سيئاً وتقطعي علاقتك بها..
والطريق الثاني: أن تمسكي نفسك وأن تنتبهي من الاندفاع وتذهبي إليها في لحظة صفاء وحدكما وبهدوء.. وتحدثيها: (لقد سمعت أنك تتحدثين عني بسوء.. وأريد أن أتأكد من أني لم أخطأ معك.. ومستعدة للاعتذار..) وهكذا.. هل رأيت الفرق بين الطريقتين.. إن الاندفاع على قطع العلاقة وافتعال المشكلة له آثار سيئة ويفقدك الكثير من الأصدقاء.
خامساً: اعملي على نفسك بتطويرها عبر القراءة وزيادة مستوى الثقافة والاهتمام بالأمور العامة.. حسني من مستواك الديني والروحي والعبادي.. ارفعي من قيمة نفسك أمام نفسك أولاً وستزيد قيمتك في نظر الآخرين..
تقبلي تحياتي وأهلا وسهلا في كل حين.