RIWAA
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


....
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أشعر بضعف الإرادة ووهن العزيمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ikram
عضو نشط
ikram


المساهمات : 151
تاريخ التسجيل : 16/07/2008

أشعر بضعف الإرادة ووهن العزيمة Empty
مُساهمةموضوع: أشعر بضعف الإرادة ووهن العزيمة   أشعر بضعف الإرادة ووهن العزيمة I_icon_minitimeالجمعة يوليو 25, 2008 12:34 pm

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته فريق..
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته فريق..
العمل في لها أون لاين .. تحية طيبة وبعد أرجو إيصال رسالتي للدكتور عبد العزيز بن عبد الله بن صالح المقبل و مشكلتي هي فقط نفسيتي و مزاجي انه يتغير كتغير الطقس فجأة و بسرعة و بدون مبررات ؟؟ من الرضا والسعادة و ربما الحماس ومرورا بالتعاسة و الإحباط إلى الاكتئاب و التفكير بالانتحار .. بدون أن أعرف سبب لحالتي النفسية!! مؤخرا(كمثال فقط).. حضرت حفلا لختمت القرآن في دور تحفيظ فتحمست كثيرا و بكيت و قررت أن أحفظ القرآن كاملا ثم تلاشت هذه الفكرة و الحماس و الإصرار و الدموع مع طلوع شمس اليوم التالي ليحل البرود محله و اللامبالاة .. و هذه ليس أول مره بل سبق وأن سجلت ثم فترت (أي بردت عزيمتي وغيرت رأيي. و هذا ليس فقط مع القرآن الكريم بل مع كل مشروع أخطط له فقد أضعت نصف مالي على دورات لم أكملها! حينما أحاول أن ألزم نفسي و أكون صارمة و أحاسبها أشعر بالانهيار و البكاء و أفكر بطرق الانتحار. أنا لست فاشلة أبدا .. ولكن هذه الحالة التي اعترتني مؤخرا أشعر معها بالضياع فلا أستطيع فعل شيء .. أرجو إيضاح حالتي و علاجها بارك الله فيك و نفعك بعلمك و نفع بك المسلمين


الاجابة :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الأخت الفاضلة : لين .. السعودية ، وفقها الله .
بنتي الكريمة : راقني - جداً - قولك : ( أنا لست فاشلة أبدا .. ) .. فهو تأكيد ( حقيقي ) رائع .. وإدراك لامتلاكك أرضية ( صالحة خصبة ) لاستنبات أشجار الإنجاز .. وهذا التأكيد يختصر عليّ نصف الطريق ، الذي كان يمكن أن ( أضيعه ) لأثبت لك أنك ( تمتلكين – بالفعل – قدراً غير محدود من القدرات !

بنتي الكريمة : تغيّر المزاج نوعان ؛ أحدهما ( عارض ) يمكن أن يحدث مع كل أحد .. فقد يفاجأ أحدنا حين قيامه من النوم ، أو في ساعة من ساعات يومه ، بعدم استعداده لأي عمل .. وربما شعر بقدر غير قليل من الضيق .. ولكن حين يدرك الإنسان أن هذا أمر يمكن أن يعرض لأي أحد ، ويحاول ( دفع ) نفسه في ( نهر ) الانشغال ، خاصة فيما يرى أنه يريحه ، كممارسة عمل محبب ، أو مهاتفة / مصاحبة صديق ، أو استعراض فيلم مفيد وممتع .. فإن سحب ذلك الضيق لا تلبث أن ترحل ، ليعود الإنسان إلى طبيعيته ، ويستعيد نشاطه من جديد !!
والمشكلة هنا أن بعض الناس عندما تعتريه مثل الحالة السابقة ينزعج كثيراً ، ويعطي الأمر أكبر من حجمه ، فيظل يفكر ما الذي حدث له ، ولم حدث ؟ .. ومن ثم تبدأ ( عملية ) تفكير ( مستمرة ) ، تشبه الدوائر ، التي يحدثها رمي حجر في بركة ، تظل تنداح وتتسع .. ومن الطبيعي أن تغيّرَ المزاج ( العارض ) سيتحول إلى شعور بالضيق ( الدائم ) ! .. بل إن دائرته ( تتسع ) مع كل ( حلقة ) تفكير !! .. وهو يشبه حكاية الرجل الذي شكا لطبيب نفسي ما يلقاه من القلق ، وحين سأله الطبيب : عن سبب القلق .. قال : إنه الصلع الذي يعاني منه .. وحين سأله : وما سبب الصلع ؟ أجاب : إنه القلق !!
والنوع الثاني : هو ما يصيب بعض الأشخاص ، الذين يدركون أنهم يمتلكون قدراً جيداً من القدرات والطاقات والمهارات ، ويغريهم ذاك بأن يحققوا نجاحات على مختلف الأصعدة ، ولا يرضون بالتحقيق ( البطيء ) ، ولا بالقامة ( الواطئة ) .. وهؤلاء يؤتون من ثلاثة طرق :
الأول : الاستعجال ؛ فالإنسان حين يمضي بعض الوقت ، ولا يرى أنه حقق ما صورت له نفسه أنه سيحققه ، رجع عليها باللوم الشديد ، واتهم نفسه بالكسل ، وربما البلادة !
الثاني : أن الإنسان ، في صورته السابقة ، يظل يضغط على نفسه ، ويسد عليها المنافذ ، ويدفعها إلى الطريق بعنف ، فتحسر وتكسل .. لأن صاحبها حملها – بحماسه – فوق طاقتها . والمشكلة أن صاحبها حينئذ لا يراجع نفسه ، ويدرك الخلل ، ومن ثم يصحح المسار .. ولكنه يمعن في اللوم ، ويصاب باليأس والإحباط ، والشعور السلبي بأن قدراته محدودة وبسيطة !
ويحسن في هذا الموطن أن أورد خبراً طريفاً ، له دلالته ، لعمر بن عبد العزيز ، رحمه الله ، مع حرصه الشديد على الخير ، واستثمار الوقت بكل لحظاته .. فقد روي أن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز دخل على أبيه عمر، وهو ينام نومة الضحى، فقال: يا أبت، أتنام وأصحاب الحوائج راكدون ببابك؟ قال: يا بني، إن نفسي مطيتي، فإن أنضيتها قطعتها، ومن قطع المطي لم يبلغ الغاية.

الثالث : أن الله خلق الناس متفاوتين ، وهيأ لكل إنسان من الأمور ما يناسبه .. وحين يأخذ الحماس إنساناً لسلوك طريق لم يهيأ له ، فإنه ، ولو كان ذكياً ، قد لا يمضي فيه ، ولو قسر نفسه قد لا يحقق ولا بعض ما يصبو إليه منه .. لا لأنه عاجز أو بليد ، لكن لأن حكمة الله اقتضت أن تتوزع المهارات والقدرات بين الخلق ، بنسب متفاوتة .
بنتي الكريمة : وإذا كنت موقناً أنك لم تخرجي عن واحدة من هذه الدوائر ، التي أشرت إليها ، فيخيّل إلى أن هناك أمراً ( خفيّاً ) ، يزيد معه ضيقك ، ويشتد معه حصارك النفسي .. وهو موضوع الضيق من تأخر زواجك !!
وهذه ليست مشكلتك وحدك ، ولكنها مشكلة الكثيرات .. ولكنك تصبحين معها ومع ما سبق كأنك تعيشين حرباً ( ضروساً ) من المشاعر المتضاربة ؛ فمرة تحنقين لم لم تحققي مستوى في طريق طلب العلم .. فتركضين إلى الالتحاق بحلقات العلم ركضاً ، وكأنك تريدين ( تعويض ) ما فات ولو بإسراع الخطوات !!
وحين يمضي الوقت ، وقد تكونين تحبين ( اختصار ) الأمور ، أو تكونين ملولة ، أو لم تخلقي لطلب العلم ، مع ما لديك من القدرات والإمكانات .. ربما وثب إلى ذهنك لم لا آخذ – أولاً – دورات بـ( تقوية ) الذاكرة ، فأركض إلى حيث الدورة ، ولكني حين ألتحق .. يلفت نظري عدد من عنوانات الدورات التي أحار فيما أختاره منها .. فأدع ما جئت من أجله بعد أن أمضي نصف المشوار أو ربعه ، لألتحق بدورة أخرى ، وهكذا .. يمضي وقتي لهاثاً ، دون تحقيق شيء يذكر .. وهنا أعض على شفتي قائلة : آاااه .. لو كنت استمررت في طلب العلم لحصلت ما حصل غيري !! وهنا تأكلين نفسك باللوم ، وتجلدينها بسياط الأسى .. هل تعجبين – بعد ذلك – أن تشعري بالضيق ؟!!.. وربما اشتد ضيقك ، وأنت تشعرين ألا زواج ، ولا تحقيق أمر أشعر معه بذاتي !!
بنتي الكريمة : اجلسي مع نفسك ، وأعيدي حساباتك ، ولتدركي أن عدم تحقيقك ما ترجينه ، ليس راجعاً لقصور في تفكيرك ، أو نقص في ذكائك ، ولكنه لضعف التخطيط ، وقبله لعدم تحديد الأهداف .
وبالنسبة للزواج ، فليتك – دائماً – تضعين أمامك قوله تعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئاً ، وهو خير لكم ) .. ولتدركي – جيداً – أن أقدار الله كلها خير ، وأن تأخرك قد يكون لأن الله قدر لك الارتباط بشخص غاية في المناسبة ، لكن ظروفه أخرته بعض الوقت ، وسيصل بإذن الله .. خاصة وأنك تدركين أن الزواج لون من الرزق ، الذي تكفل الله لك به .. ودورك هو أن تسألي الله التوفيق ، وتكثري من الاستغفار ، وترفعي كفيك بالدعاء .
وهذه هي الأعمال الفعلية الحقيقة ، التي سترفع عنك غطاء الضيق والضجر ..
ومع تمنياتي لك بكل توفيق آمل موافاتي بما يجد .
شرح الله صدرك ، ويسر أمرك ، ورفع قدرك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أشعر بضعف الإرادة ووهن العزيمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
RIWAA :: ملتقى الإستشارات النفسية-
انتقل الى: